مراجعة لعبة : Assassin’s Creed Chronicles: Russia
بعد أن فقدت الأمل في رؤية “نيكولاي
اورلوف” في أي لعبة تابعة لسلسلة Assassin’s Creed، فاجأتنا يوبي سوفت
بالكشف عن ظهور الشخصية لأول مرة في Assassin’s Creed Chronicles، مما جعل
جزء روسيا الأكثر إنتظارا بالنسبة لي بشكل شخصي، ولكن هل كان الإنتظار في
محلة؟ وهل نيكولاي هو الشخصية التي تحتاجها السلسلة الفرعية للتغلب على
سلبيات الإصدارات السابقة؟ هذا ما سنحاول شرحه باستفاضة في مراجعتنا لأحدث
إصدارات السلسلة المتوفرة حاليا للاجهزة الثلاثة الرئيسية.

تقدم لنا اللعبة شخصية رئيسية طال
انتظارها وهي “نيكولاي أورلوف” الأساسن الروسي الذي تم استعرضه منذ أكثر من
5 سنوات وقت إطلاق اول جزئين من السلسلة الرئيسية، واعتقدنا أنه سيكون بطل
أساسي في الإصدارات المقبلة قبل أن يتواجد في ثلاثية القصص المصورة
Assassin’s Creed: The Fall، ولكن يوبي سوفت فضلت إبعاده عن الاضواء حتى
ظهر في إصدارة Chronicles الفرعية، وحقيقية بعدما سنحت لي فرصة اللعب
بنيكولاي، ادركت لماذا قررت يوبي سوفت إستبعاده من الإصدارات الأساسية،
فبعيدا عن تصميم الشخصية التي لم تأتي بأي جديد يذكر باستثناء مجموعة أدوات
محدودة، لا يمتلك “نيكولاي” قصة مقنعة ترغم اللاعبين على التعاطف معه،
ربما بسبب كون الأحداث مستهلكة وسطحية، وربما بسبب المدة الزمنية المحدودة
والتطرق لقصة لا علاقة لها بالصراع الأساسي مع فرسان المعبد بقدر كونها
تهتم بالمشاعر والجانب الإنساني نوعا ما.
تأخذنا القصة في رحلة الى روسيا عام 1918
في أعقاب ثورة اكتوبر، حينما يحاول “نيكولاي” إنقاذ فتاة تم القبض عليها من
قبل البلاشفه خلال عملية البحث عن أحدى قطع عدن، الأمر لم يكن يعني
“نيكولاي” في البداية ولكن بعد التخلص من عائلة الفتاة لم يجد مفرا من
إنقاذها بدلا من أن تلاقي نفس المصير، ومن بعد تلك اللحظة تحديدا، تبدأ
احداث القصة في التفرع والدخول في تفاصيل مختلفة لا هدف منها إطلاقا سوى
الثرثرة ومحاولة إقناع اللاعب بأهمية ما يفعله البطل.
لسبب ما غير معلوم قررت “يوبي سوفت” أن تجسد الصراع بين فرسان المعبد والاساسنز في شكل عملية إنقاذ لفتاة تدعى “اناستازيا” فقدت عائلتها بسبب بطش القوات الروسية الغاشمة، ويحاول “نيكولاي” إنقاذ الفتاة لانها تذكره بعائلته الصغيره وإبنته التي يحاول تهريبها للولايات المتحدة الأميركية، ولكن من غير المنطقي أن تجد رجل بالغ قضى حياته في الدفاع عن الأخوية يتحول بين ليلة وضحاها لمتمرد ومنقلب على قومه يحاول التخلص منهم من اجل فتاة عرفها لتوه.
لسبب ما غير معلوم قررت “يوبي سوفت” أن تجسد الصراع بين فرسان المعبد والاساسنز في شكل عملية إنقاذ لفتاة تدعى “اناستازيا” فقدت عائلتها بسبب بطش القوات الروسية الغاشمة، ويحاول “نيكولاي” إنقاذ الفتاة لانها تذكره بعائلته الصغيره وإبنته التي يحاول تهريبها للولايات المتحدة الأميركية، ولكن من غير المنطقي أن تجد رجل بالغ قضى حياته في الدفاع عن الأخوية يتحول بين ليلة وضحاها لمتمرد ومنقلب على قومه يحاول التخلص منهم من اجل فتاة عرفها لتوه.

“تأخذنا القصة في رحلة الى روسيا عام 1918 في أعقاب ثورة اكتوبر، حينما يحاول نيكولاي إنقاذ فتاة تم القبض عليها من قبل البلاشفه“
كون القصة الرئيسية غير منسجمة الأحداث
أدى هذا الأمر لتباين كبير في تصديق تفاصيلها، ربما تتعاطف مع “نيكولاي”
وقرارته بالنظر لكونه أب يحاول إنقاذ فتاه لا تختلف كثيرا عن ابنته، ولكن
في نفس الوقت لن تستطيع ان تمحو من ذاكرتك كونه شخص قضى معظم فترات حياته
في التدرب للدفاع عن الأخوية، وإذا به يتخلى عن أقرانه فجأة بسبب إختلاف
وجهات النظر، شخصيا لا أعتبر تلك هي الجزئية الأسوء في القصة، ولكن ما لا
يمكنني قبوله حتى اللحظة هو إقحام “شاو جون” بطلة جزء الصين في الأحداث
بطريقة ركيكة، وكأن يوبي سوفت أفلست فكريا ولم تجد قصة أكثر إثارة لتقديمها
للاعبين من تلك التي تتحدث عن قطعة أثرية قديمة يمكنها أن توفر قدرات
خارقة لأي شخص يقترب منها، ليس أي شخص تحديدا، وانما الشخص الذي تختاره
“يوبي سوفت” دون وجود أي نية لتفسير تلك الجزئية خلال الأحداث.
بغض النظر عن السلبيات المختلفة
التي تعاني منها اللعبة، يبدو ان الشركة الفرنسية استمعت جيدا للشكاوي
التي وصلتها في الجزئيين الماضيين، وبناء على ذلك أصبح جزء “روسيا” أكثر
دقة من حيث اسلوب اللعب، فنظام التسلل والتخفي يعمل بطريقة مذهلة أفضل من
أي جزء سابق، ولكنه أثر بالسلب على الإشتباكات والمعارك المباشرة التي لعبت
دور هام في جزء “الهند” وفقدته تماما مرة اخرى في “روسيا”، كذلك استعانت
اللعبة بأدوات مميزة توفر للاعب خيارات أكثر في التعامل مع خصومه، كالخطاف
الذي يفتح طرق جديدة ويمكن استخدامه مع المحولات الكهربائية للتخلص من
الأعداء من مسافات امنة، أو الرشاش الألي الذي يعد خيار سريع لمباغته أي
عدو شريطة أن لا يكون هناك شخص أخر في الجوار حتى لا ينتبه لأصوات الطلقات
النارية.

مهمات “اناستازيا” كانت أفضل في المجمل من
مهمات “نيكولاي” نفسه، في ظل إرغام اللاعب على استخدام السكين فقط لإغتيال
خصومه، وعدم القدرة على حمل جثث الأعداء وإخفائها، مما يجعل الفتاة تتحرك
بهدوء وحرص كبير، وفي بعض الأوقات يزداد الموقف صعوبة لدرجة مبالغ فيها مما
يجعلها تطلب مساعدة “نيكولاي” اما عن طريق فتح ممر لها، او التخلص من
الاعداء الذين يعترضون طريقها باستخدام بندقة القنص عن بعد.
وبما أن جزء روسيا هو الجزء
الأكثر إتجاها نحو وقتنا الحاضر في مسار السلسلة، لم يكن من المفاجيء ظهور
القطارات والأسلحة النارية والسيارت المصفحة في شوارع العاصمة “موسكو”،
“نيكولاي” نفسه لم يفوت الفرصة واستخدم أدوات تساعده في تلك الحقبة الزمنية
المثيرة، كالمناطق المخصصة لأستخدام بندقة القنص أو استخدام خطوط الهاتف
لتشتيت تركيز الأعداء وخلق فرص جديدة لنفسه، أو بث الرعب والتوتر في قلوب
خصومه من خلال فصل التيار الكهربائي، كل هذا بالإضافة للمدة الزمنية
القصيرة نسبيا للعبة ساعدوا في توفير تجربة مميزة أقل مللا وتكرارا مقارنة
بالجزئين السابقين، ولكنها وقعت في خطأ فادح ليس بجديد وهو الذكاء
الإصطناعي المتدني الذي جعل مستوى الصعوبة شبه مستحيل في أوقات كثيرة.
وبالحديث عن تلك الجزئية، يفترض في ألعاب
الفيديو أن يوفر مستوى الصعوبة للاعبين تحديات أكثر إثارة ولحظات ممتعة في
التفكير وعبور الصعوبات المختلفة، أو على الأقل جوائز مجزية نظير الصعوبة
المبالغ فيها، ولكن في Assassin’s Creed Chronicles: Russia بالرغم من
تمكن “يوبي سوفت” من التغلب على بعض المشاكل التي عانت منها اللعبة في
الإصدارتين السابقتين، وبعيدا عن التصميم المبهر والأدوات المختلفة
المتوفرة للتعامل مع الأعداء، لن يمر أكثر من 5 دقائق قبل أن يتعرض
“نيكولاي” لحادث مأسوي ينهي حياته في لمح البص.
هذا لن يحدث مرة أو اثنين أو حتى ثلاثة،
بل أكثر من 20 مرة في كل مرحلة أو مستوى على أقل تقدير، ولا اعرف حقيقة
الهدف من هذا الأمر سوى إصابة اللاعب بالإحباط، فكلما نجح المستخدم في
دراسة منطقة ما وتحديد الطريق الذي سيسلكه، سيفاجيء بوجود عقبات غير متوقعة
تظهر أمامه مثل ظهور حارس قرر فجأة التجول في المنطقة لإكتشاف أي خطر
محتمل، أو وجود ألغام مخفية داخل الغرف والممرات للإيقاع بك، حتى وأن تمكنت
من التغلب على تلك الصعوبات وقتل خصومك، فالقتل في حد ذاته قد يكون وسيلة
لهلاكك، كالتخلص من حارس يرسل التقارير بشكل دوري لرئيسه حول ما يحدث في
منطقته، وهو ما سيترتب عليه معرفة وجودك في الجوار إذا قمت بإغتياله ومن ثم
تفشل المهمة.
الميزة الرئيسية للجزئين السابقين في سلسلة Assassin’s Creed Chronicles كانت التصميم الفني الرائع للبيئة الإفتراضية، جزء روسيا يسير على نفس الدرب بخطى ثابتة، بل يصل لأفاق جديدة لم تكن متاحة من قبل، فالتنقل بين البيئات المختلفة أصبح أكثر مرونة وسهولة، “نيكولاي” نفسه قادر على التجول أعلى البنايات الشاهقة أو اسفلها، حتى أنه يستخدم الممرات السرية والسراديب في أوقات كثيرة للتخفي عن خصومه، وإذا ساءت الأوضاع، يمكنه دوما الإبتعاد عن الأضواء التي تحاول كشف أمره.
تستخدم اللعبة نظام ألوان مذهل سواء داخل البنايات نفسها عندما يتم فصل التيار الكهربائي، أو خارجها حيث المباني العملاقة والخطوط الحمراء التي تسيطر على سماء المدينة في تلميح للثورة الدموية التي شهدتها روسيا، يتخلل هذا المشهد مصانع ممتدة على طول الطريق، ومعدات حربية منتشرة بكثافة في شوارع موسكو، في حين تظهر أماكن التخفي والتسلل باللون الأخضر والمناطق القابلة للتسلق باللون الأحمر، الجزء الفني في اللعبة لا تشوبه أي شائبه، وتم تقديمه بشكل مبهر كما عودتنا يوبي سوفت في جزئي الصين والهند.
اصوات اللعبة لم تكن بالمميزة أو المختلفة، سواء في الأداء الصوتي أو الموسيقى وتفوق عليها جزء الهند بدرجة كبيرة، في حين كان اداء الشخصية الرئيسية جيد جدا رغم محدودية السيناريو والمحادثات الجانبية السطحية بين الاعداء والتي تستمر في التكرار طوال الأحداث من خلال سؤال جندي لزميله عن مكان إقامته، أو رأيه فيما يحدث داخل البلاد مؤخرا.
خاص مدونة داتا اليوم
الميزة الرئيسية للجزئين السابقين في سلسلة Assassin’s Creed Chronicles كانت التصميم الفني الرائع للبيئة الإفتراضية، جزء روسيا يسير على نفس الدرب بخطى ثابتة، بل يصل لأفاق جديدة لم تكن متاحة من قبل، فالتنقل بين البيئات المختلفة أصبح أكثر مرونة وسهولة، “نيكولاي” نفسه قادر على التجول أعلى البنايات الشاهقة أو اسفلها، حتى أنه يستخدم الممرات السرية والسراديب في أوقات كثيرة للتخفي عن خصومه، وإذا ساءت الأوضاع، يمكنه دوما الإبتعاد عن الأضواء التي تحاول كشف أمره.
تستخدم اللعبة نظام ألوان مذهل سواء داخل البنايات نفسها عندما يتم فصل التيار الكهربائي، أو خارجها حيث المباني العملاقة والخطوط الحمراء التي تسيطر على سماء المدينة في تلميح للثورة الدموية التي شهدتها روسيا، يتخلل هذا المشهد مصانع ممتدة على طول الطريق، ومعدات حربية منتشرة بكثافة في شوارع موسكو، في حين تظهر أماكن التخفي والتسلل باللون الأخضر والمناطق القابلة للتسلق باللون الأحمر، الجزء الفني في اللعبة لا تشوبه أي شائبه، وتم تقديمه بشكل مبهر كما عودتنا يوبي سوفت في جزئي الصين والهند.
اصوات اللعبة لم تكن بالمميزة أو المختلفة، سواء في الأداء الصوتي أو الموسيقى وتفوق عليها جزء الهند بدرجة كبيرة، في حين كان اداء الشخصية الرئيسية جيد جدا رغم محدودية السيناريو والمحادثات الجانبية السطحية بين الاعداء والتي تستمر في التكرار طوال الأحداث من خلال سؤال جندي لزميله عن مكان إقامته، أو رأيه فيما يحدث داخل البلاد مؤخرا.
خاص مدونة داتا اليوم
إرسال تعليق